لماذا عارضت شركات التكنولوجيا قرارات ترامب؟

ترامب

قرارات دونالد ترامب في الأسبوع الأول من فترة حكمه سببت صدمة لشركات التكنولوجيا العالمية وكثير من الشركات الناشئة، بعد توقيع ترامب على طلب تنفيذي ينص على منع المواطنين من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وهي سوريا، العراق، إيران، السودان، الصومال، اليمن، وليبيا من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، مما دفع الكثير من رؤساء هذه الشركات إلى الوقوف ضد هذا القرار، ولكن لماذا؟
يقول الرئيس التنفيذي لشركة Google -ساندر بيشاي- أن أكثر من 100 موظف تأثر بهذا القرار؛ حيث كانوا مسافرين خارج البلاد وحاولوا الرجوع إلى الولايات المتحدة قبل أن يتم تطبيق القرار، وعقبت شركة Microsoft على هذا القرار ب “التغييرات في سياسات الهجرة التي تكبح تدفق المواهب الفنية والمهنية قد تحد من قدرتنا لعدم وجود موظفين كافين للبحث والتطوير، فإذا كنا أقل فعالية في التوظيف أو إذا لم نتمكن من الإبقاء على الموظفين الرئيسيين في الشركة؛ فإن قدرتنا على تطوير وتقديم منتجات وخدمات ناجحة قد تتأثر سلبًا”.

وقد تحدث الرئيس التنفيذي ل Microsoft -ساتيا نادالا- والرئيس التنفيذي ل Adobe -شانتانو ناراين- عن أثر الهجرة والعولمة على صناعة التكنولوجيا في مقابلة مع CNN في سبتمبر، أي قبل انتخاب ترامب، وقال ناراين “الهجرة أعطتنا كل ما نحتاج إليه، وأي شيء نفعله يمنع الناس من القدوم ويمنع جذب الأفضل والألمع فهو يحد من قدراتنا”، وأضاف “العولمة لن تعود إلى الوراء، مرة أخرى، فقد استفادت أمريكا من العولمة، ولكن لابد أن نستفيد بأكبر قدر ممكن، وليس تدمير فرص العمل أو خلق عدم مساواة، لذلك أعتقد أن علينا أن نجد توازن جديدًا ليس فقط بين العولمة، التجارة والهجرة ولكن بحل عدم المساواة الذي قد ينتج من ذلك”.

وكانت استجابة مارك زوكربيرغ -الرئيس التنفيذي لشركة Facebook- على المستوى الشخصي، حيث كتب في منشور له على Facebook “كالكثير منكم أنا قلق من أثر هذا القرار والذي تم توقيعه بواسطة الرئيس دونالد ترامب ” وأضاف ” نحن أمة من المهاجرين، ونحن جميعًا سنستفيد عندما يستطيع الألمع والأفضل من جميع أنحاء العالم العيش والعمل والمساهمة هنا” مع الأخذ في الاعتبار أن جديه جاءوا من أوروبا الشرقية، ووالدي زوجته بريسيلا تشان، كانوا لاجئين من الصين وفيتنام.

ولكن ما يقلق شركات التكنولوجيا أكثر هو وجود أنباء عن أن ترامب سيقوم بتوقيع قرار تنفيذي آخر يمنع حاملي فيزا H-1B وL1 من دخول البلاد، وهي فيزا يتم منحها من قبل الشركات للعمال المهوبين والمميزين للعمل والإقامة داخل البلاد، وهذا سيكون له أثر مدوي على شركات مثل Google وMicrosoft، حيث يدخل 85,000 شخص سنويًا الولايات المتحدة باستخدام فيزا H-1B أغلبهم يعمل في مجال التكنولوجيا، وليس فقط أصحاب فيزا H-1B من يقلقون من هذه القرارات، ففي فترة حكم أوباما، صدر طلب تنفيذي عرف باسم DACA، والذي سمح بالعمل لنحو 700,000 من المهاجرين الغير المسجلين الذين سافروا كأطفال إلى الولايات المتحدة، وقد وعد ترامب بالقضاء السريع على هذا القرار، وهذا يعني طرد آلاف العمال بجرة قلم، وبوضع المشاعر جانبًا، هذا الفعل قد يقضي على مجتمع المهاجرين، والذي قد يتسبب في هجرة العقول من صناعات مثل الصناعات التكنولوجية والتي تعتمد بشدة على العمالة الأجنبية، وتشير تقديرات مركز التقدم الأمريكي اليساري أن إلغاء DACA وحده يمكن أن يكلف الاقتصاد الأمريكي 433.4 مليار دولار نتيجة لفقدان في الإنتاجية لأكثر من عشر سنوات.

والغريب في الأمر أن ترامب اجتمع مع الرائدين في مجال التكنولوجيا في ديسمبر وعرضوا المشكلات والتحديات التي تواجه فيزا H-1B وكيف يمكن التخلص منها لجلب العاملين الموهوبين بطريقة أكثر سهولة، وكان رد ترامب “لنصلح هذا”، مع هذا فقد قال أثناء مناقشة “هذا غير عادل لعُمّالنا، ويجب علينا أن نضع حد لهذا”.
__________
إعداد وتصميم: omar khaled
مصدر: https://goo.gl/vbt77C
https://goo.gl/DXLmOa

شارك المقال: