Category: علوم

ظلت الآلية التي تعمل بها ألسنة الضفادع للإمساك بفرائسها لغز حير العلماء لفترة طويلة، ذلك حتى وجد الباحثون في معهد جورجيا للتكنولوجيا بالتفصيل الآلية التي تعمل بها ألسنتهم.
نشرت النتائج في ورقة بعنوان ” الضفادع تستخدم لعاب من مادة لا نيوتنية، ولسان لزج للإمساج بفرائسها“.

يشرح الباحث (أليكسس نويل) العملية كالتالي:

“حينما يصطدم لسان الضفدع بالفريسة يكون اللعاب تقريبًا كالماء حيث يتوغل في كل الشقوق الموجودة في الحشرة، وحينما يبدأ اللسان بالإرتداد تتغير لزوجة اللعاب ويكون حتى أكثر لزوجة من العسل، مما يجبر الحشرة على الارتداد مع اللسان، وبعدما يعود اللسان إلى فم الضفدع ترجع لزوجة اللعاب كما كانت مسبقًا”

ذلك يعني أن لعاب الضفادع يمكن تصنيفه كسائل لانيوتني أي أنه مائع لا يمكن وصف جريانه باستخدام ثابت اللزوجة.

أوضح الباحث لـ Washington post أنه من المرجح أن تكون هذه نفس الآلية التي تتبعها الحرباء أثناء الانقضاض على فرائسها أيضًا، وذلك قد يفتح لنا بابًا للاستفادة من هذه الآليات في التصنيع.

على غير المتوقع، لم تخترق الحمم الجليد وتنفذ من الجهة الأخرى مباشرةً، والحمم تظهر كأنها تغلي بسبب محاولة خروج البخار المندفع من الجليد عبرها.

ولأن كل دولة تتفوق في شيء ما تمَّ عمل هذه الإحصائية التي تُظهِر ما الذي تتميز به كل دولة حول العالم…
تميزت مصر بعدد النساء السمينات،
والسعودية باستيراد الأسلحة،
فما الذي تميزت به دولتك؟

تابع الإجابة في الصورة التالية:

المرحلة الأولى: 600 – 500 قبل الميلاد

بدأت فكرة كروية الأرض تظهر وتُردَّد عند الفلاسفة اليونان في ذلك الوقت، وأشهرهم “فيثاغورث”، وكانت الأسباب التي دفعتهم لطرح هذه الفرضية كثيرة، منها ما هو من الشواهد، ومنها ما هو من الفلسفة البحتة.

كانت من أهم تلك الشواهد:

1. اختفاء أجسام السفن قبل اختفاء صواريها عندما تتجه خلف الأفق.
2. رؤية من بداخل السفينة البعيدة عن اليابسة للجبال والأبراج العالية قبل رؤيتهم الأرض نفسها. وذلك مستحيل الحدوث إلا إذا كانت الأرض منحنية.

المرحلة الثانية: 384 – 322 قبل الميلاد

زاد ” أرسطو ” على شواهد من قبله عدة شواهد، منها:

1. أن النجوم التي تظهر في أفق السماء عندما يكون أرسطو في بلدته، تظهر أبعد عن الأفق وتقترب من وسط السماء في بلدة أخرى – حسب اتجاه تلك البلدة تنزاح النجوم -.
2. ظِل الأرض على القمر في وقت خسوف القمر يظهر كقوس من دائرة!

بعدما تأكد الفلاسفة من كروية الأرض، حاول بعضهم قياس محيطها، أو مقدار تكورها، أو نصف قطرها لكي يعرفوا حجمها؛ وبالفعل قد بدأت المحاولات الناجحة من المرحلة الثالثة.

المرحلة الثالثة: 267 – 51 قبل الميلاد

عديد من الفلاسفة اليونان حاول قياس محيط الأرض، أشهرهم وأدقهم في القياس كان “إراتوستينس”، حيث جاء بفكرة مذهلة لقياس محيط الأرض بدون أن يحتاج أن ينظر إليها من الخارج.

كانت فكرته كالتالي:

عاش “إراتوستينس” في الإسكندرية، ولاحظ أنه أثناء ترحاله بين الإسكندرية (الموجودة في شمال مصر) وأسوان (الموجودة في جنوب مصر) الاختلاف البسيط في طول ظل الشمس في وقت الظهر بين البلدين في نفس الوقت من السنة، فوضع فرضية تقول بأن هذا الظل الزائد لا يمكن أن يظهر إلا بسبب انحناء الأرض أمام نور الشمس -وعلم ذلك من خلال رسم العصايتين مرة على كرة ومرة على خط مستقيم فوجد أنه لا يمكن حدوث هذه الظاهرة إلا مع انحناء الأرض(تكورها) -، فوضع عصا لها طول معين في الاسكندرية في وقت معين من النهار وقاس ظلها، وفعل نفس الشيء في نفس الوقت في أسوان وقاس ظلها، ثم رسم العصايتان وطول ظلهما على محيط دائرة مقابلة للشمس، وأخذ في تعديل انحناء الدائرة بالزيادة والنقصان حتى توافقت الرسمة مع أطوال العصيان وظلالها، ليتوصل “إراتوستينس” إلى محيط الأرض بنسبة خطأ بسيطة عن الطول الحقيقي له، حيث كان المحيط الذي استنتجه بهذه الطريقة مساويا لـ 90% من المحيط الحقيقي الذي عرفناه فيما بعد!

المرحلة الرابعة: 1000 – 1100 م

حيث قام العالم (أبو ريحان البيروني) -الملقب ببطليموس العرب- بتطوير قياسات “إراتوستينس” وغيره من الفلاسفة اليونان بأفكار حديثة

كانت تجربته كالتالي

قام (البيروني) بالوقوف على قمة جبل، وقاس المسافة بين موقعه وبين الأفق، ثم استعمل هذه المسافة + معرفته بطول الجبل، ليرسم الشكل الهندسي التالي

وبالاعتماد على مبادئ علم الجبر والهندسة -التي أوجدها “الخوارزمي” قبله والتي يعرفها أي طالب مرحلة إعدادية اليوم -، ليخرج بمقياس قريب جدا من المحيط الحقيقي للأرض، بخطأ يقارب الـ 20 كيلو مترًا فقط!!

لك أن تتخيل أنه حتى المرحلة الرابعة من هذا الاكتشاف العظيم لم يخرج البشر عن سطح الأرض ولم يبتعدوا عنه لينظروا من خارجه، ورغم ذلك، خرجوا لنا بهذه النتائج المبهرة الدقيق!!! o.O

ويجب عدم نسيان نظريات (كوبرنيكوس) و (جاليليو) في علم الفلك واللذان قد دعما النظرية القائلة بتكوير الأرض.

المرحلة الخامسة: 1900 – 2000 م

ودول مش تعبانين في حاجة 😀 حيث كان الإثبات الأقوى، وهو صورة من الفضاء، لتتوج مسيرة استمرت أكثر من 25 قرنا لدعم نظرية تكور الارض!

خاتمة

من بحث في كل العلوم البشرية، يجد أن طريقة إيجاد النظريات ليست بالصعوبة التي يتخيلها، يعتمد العلماء قبل العامة على مبادئ بسيطة في تجربة نظرياتهم، استعمل (البيروني) المعلومات المكتوبة في كتاب الرياضيات للصف الثالث الإعدادي اليوم، استعمل (إراتوستينس) رسمة دائرية وطولين قاسهما. الأمر ليس بهذه الصعوبة ما دام الباحث يتبع منهجًا صحيحًا في القياس وما دام يكمل من حيث انتهى الآخرون بعد أن يفهمهم جيدا.

مصادر

• Posidonus, I. G. Kidd, Posidonius: Fragments: Volume 2, Commentary, Part 2, Cambridge University Press, pp. 720-722.

• I. Fischer, “Another Look at Eratosthenes’ and Posidonius’ Determinations of the Earth’s Circumference,” Quarterly Journal of the Royal Astronomical Society, Vol. 16, p.152.

• Aristotle, “On the Heavens,” Book II, Chapter 14, The Works of Aristotle, Oxford University Press; pp. 297-298.

• B. Savizi, “Applicable problems in the history of mathematics: practical examples for the classroom,” Teaching Mathematics Applications, Vol. 26, pp. 45-50.

• http://bit.ly/2eQZvJ0

الحرباء chameleon، هي إحدى الحيوانات الرّائعة التي تذهلنا كلما تعمقنا في دراستها، ومتابعة دورة حياتها، فلا أكاد أجزم أنّ كل من يراها يُفتن بها وبجمالها الخلّاب…

إنّ الحرباء تنتمي إلى:

مملكة: الحيوان.

شعبة: الحبليّات.

طائفة: الزّواحف.

رتبة: الحرشفيّات.

رتيبة: السّحالي.

مكان الإقامة

تعيش الحرباء في جزيرة مدغشقر، إفريقيا، إسبانيا، الغابات المطريّة، والأماكن شبه الصّحراوية، على فروع الأشجار والشجيرات، وبعض الأصناف تعيش على الأرض.

كيف يمكن التمييز جنس الحرباء؟

يمكن التمييز بين جنس الحرباء من لونها؛ حيث تتميز الأنثى باللون البني والقليل من الوردي أو البرتقالي، بينما يتميَّز الذَّكر بتشكيلة متنوعة من الألوان منها الأحمر الفاتح والأزرق والأصفر والأخضر.

الأنواع والأحجام

يوجد 171 نوع من الحرباء، ومع هذا التنوع الكبير في الأنواع يوجد تنوع كبير في الأحجام؛ حيث أنّ أكبر حرباءمعروفه حتى الآن هي حرباء بارسون، التي يمكن أن يصل طولها إلى 69 سم، بينما الحرباء الأصغر على الإطلاق تُعتبر مميزة؛ حيث تُعتبر من أصغر الفقاريّات التي تم اكتشافها، فحرباء ورقة الشّجر يصل طولها إلى 16 ملم، حيث يمكنها أن تقف على راس عود الثقاب.

نمو الحرباء

على عكس الكثير من الحيوانات فإن الحرباء لا تتوقف عن النمو طوال فترة حياتها، وبينما تستمر في النمو فإنها تقوم بتغيير أجزاء من جلدها، على عكس الثعابين التي تقوم بتغيير كل جلدها دفعةً واحدة.

قدرات الحرباء

وكما نعلم بأن ما يميّز الحرباء هي قدرتها علي تغيير لونها ولكن -على عكس ما يعتقده الكثيرون- إن الحرباء لا تُغيِّر لونها لتندمج مع البيئة المحيطة بها، بل إن تغيير اللون ضروري لتتواصل مع بعضها البعض، ووفقًا لحديقة حيوان سان دييجو فإن الحرباء تُغيِّر لونها كنوع من الاستجابة لحالتها المزاجية من غضب أو خوف، أو عند تعرضها للضّوء، أو عند تغيير درجة الحرارة والرطوبة، وكلما كان لون الذّكر أكثر إشراقًا كان أكثر سيطرة وأكثر جاذبية للإناث، ويمكن للأنثى أن تَقبَله أو ترفضه بتغيير لونها، ويمكن التعرَّف على الحرباء التي تحمل بيضًا من لونها.

كان يُعتقد قديمًا أن الحرباء تُغيِّر لونها عن طريق خلايا صبغية توجد تحت جلدها، ولكن ظهرت دراسة جديدة تُفسِّر الطريقة المذهلة التي تعتمد عليها الحرباء في تغيير لونها، حيث تبيَّن أنّ لدى الحرباء طبقتين من خلايا الجلد، مشابهة لخلايا الكريستال. فهي تُغيِّر تركيبة الطبقة العليا من الخلايا لتغيير طريقة انعكاس الضّوء، فعندما تكون الحرباء مسترخية تكون الخلايا قريبة من بعضها وهذا يعكس الضّوء ذا الموجة القصيرة مثل اللون الأزرق، وأمّا عندما تشعر الحرباء بالإثارة فالمسافة بين خلايا الجلد تتوسع فتنعكس ألوان ذات موجة أطول كاللون البرتقالي أو الأحمر.

تمتلك الحرباء ذيل قابض، يلتف حول غصون الأشجار، وأصابع كبيرة تساعدها على التشبث بفروع الأشجار، وبجانب قدرتها على تغيير لونها تمتلك الحرباء قدرة لا تملكها الكثير من الحيوانات وهي قدرتها على تحريك كل عين بشكل منفصل عن العين الأخرى بمدى رؤية يبلغ 360°، ويمكنها تركيز عينها لرؤية أكثر وضوحًا كعدسة الكاميرا.

التزاوج عند الحرباء

إنّ الحرباء حيوان وحيد؛ حيث أنّه في معظم الأوقات الإناث لا تُحب أن يقترب منها أيّ ذكر، وفي لحظات نادرة تسمح الإناث للذكور بالاقتراب في مواسم التّزاوج.

طريقة التغذية عند الحرباء

تُعد الطّيور والحشرات طعام الحرباء المفضل، حيث تقترب من الفريسة بهدوء، أو تنتظر في مكانها لساعات؛ حتّى تصبح فريستها في متناول يدها، فتقوم بإطلاق لسانها بسرعة 100 كم/س ليصل طوله إلى ضعف طولها، ويلتصق بالفريسة لتعود إلى معدة الحرباء ليتم هضمها بحامضها المَعدي القوي، وتُعتبر المياه ضرورة أساسيّة لحياة الحرباء الصحيّة والسلية، وترتوي الحرباء عن طريق استخدام لسانها.

سلوكيات الولادة عند الحرباء

تختلف الحرباء عن الكثير من الزواحف، مثل حرباء جاكسون التي تحمِل مدّة 4-6 أشهر، وتلد 8-30 مولود، فإن مولودها يكون في بيضة وبدلًا من وضعه في عش فإنّها تحضنه داخل جسمها، وبعض الأنواع تصل فترة حضانتها إلى 24 شهر، ثم يفقس ليخرج إلى العالم الخارجي، ووفقًا لحديقة حيوان سان دييجو، إنّ حجم الحرباء يكون دليل على عدد البيض الذي تضعه؛ فالحرباء صغيرة الحجم تضع 2-4 مولود، في حين أنّ الحرباء الكبيرة قد تضع من 80-100 مولود.

دورة حياة الحرباء

بغضّ النّظر عن الأنواع فإن الحرباء تصل إلى فترة البلوغ خلال 1-2 سنة، والاستثناء الوحيد هو حرباء مدغشقر؛ حيث تمتلك أقصر فترة حياة في الفقاريات؛ حيث يفقس البيض في نوفمبر ويصل إلى مرحلة البلوغ في يناير، ثمّ يضع البيض في فبراير، ثمّ يفنى الجيل بأكمله ليكون قد عاش 3 أشهر فقط.

المصدر:

http://goo.gl/3dSvLv

لماذا تبدو أعين القطط، والكلاب، والعديد من الكائنات الليلية الأخرى وكأنها تضيء في الظلام؟

قطة تظهر أعينها وكأنها متوهجة

يرجع ذلك إلى وجود نسيج عاكس للضوء يدعى «Tapetum Lucidum» في الجزء الخلفي من مقلة أعينهم، وهي كلمة ترجمتها «النسيج المشرق».

تشريح لعين أحد الحيوانات تظهر بها الطبقة العاكسة

عند انخفاض الضوء في المكان، يساعد هذا النسيج الكائنات الليلية في تكوين صورة أوضح للأجسام المراد رؤيتها، فهو يعمل كالمرآة، يعكس الضوء مرة أخرى عاطيًا للحيوان فرصة جديدة لامتصاص أشعة الضوء.

أعينهم المتوهجة تبدو أكثر وضوحًا لنا في الليل أو الظلام؛ لأن بؤبؤ العين يكون أكثر تمددًا أثناء الليل، متيحًا فرصة أكبر للنسيج العاكس في الظهور.

لماذا لا تظهر أعين البشر بنفس الطريقة وتظهر باللون الأحمر عند التصوير؟

صورة فوتوغرافية

البشر لا يمتلكون هذا النسيج العاكس، ويفسر ذلك ظهور أعينهم باللون الأحمر عند أخذ الصور الفوتوغرافية، نتيجة لانعكاس أضواء الفلاش الخاص بالكاميرا على شبكية العين المليئة بالأوعية الدموية، مما يسبب ظهور هذا اللون الأحمر.

صورة تُظهِر وجود ورم داخل أحد الأعين.

*تنويه: إذا كانت عيناك تضيء بلون غير الأحمر أثناء التصوير –أبيض على سبيل المثال- ينصح بعمل كشف فوري للتأكد من عدم وجود ورم، أو مرض ما.

بعض الكاميرات الحديثة «Red-eye-reducing cameras» تستخدم آلية للتقليل من ظهور العين الحمراء، وذلك بجعل أضواء الفلاش تومض مرتين، أول مرة تتسبب في انقباض بؤبؤ العين، وبالتالي دخول ضوء أقل إلى العين، والفلاش الثاني يكون الرئيسي المستخدم في الصورة الأساسية.

كيف تتكون الرؤية؟

سواء في البشر أو في الحيوانات تكون آلية الرؤية كالتالي:

1- تسقط الفوتونات –الوحدات المكونة للضوء- على الجسم.
2- يمتص الجسم معظم الفوتونات، ثم يقوم بعكس ما تبقى منها.
3- تستقبل أعيننا هذه الأشعة المرتدة على النحو التالي:

تشريح العين البشرية

-يمر الضوء من خلال القرنية، وهي عبارة عن نسيج شفاف يغطي الجزء الأمامي من العين، وظيفتها هي احناء –أو كسر- الأشعة الساقطة على العين.

-تقوم القزحية –الجزء الملون من العين- بتنظيم اتساع البؤبؤ (الحدقة) عن طريق انبساطها وانكماشها.

يتوسع البؤبؤ عند نقص كمية الضوء، لاستقبال أكبر كم ممكن من الفوتونات

-خلف القزحية تتواجد العدسة وهي جزء شفاف تقوم بتركيز أشعة الضوء أو الصورة على شبكية العين.

-شبكية العين هي نسيج رقيق وحساس للضوء، تحتوي على «مستقبلات ضوء» عبارة خلايا تقوم بتحويل أشعة الضوء الواقعة عليها إلى إشارات كهربائية.

المستقبلات الضوئية

-تنتقل هذه الإشارات الكهربائية بعد ذلك إلى المخ عن طريق جزمة من حوالي مليون ليفة عصبية نسميها «العصب البصري-optic nerve».

العصب البصري

-نحن نرى بواسطة مخنا؛ فبعد أن تقوم العين بتجميع الأشعة الضوئية، وتقوم مستقبلات الضوء بتحويلها إلى إشارات كهربائية، كل لون حسب تردده، يقوم المخ بتحويل هذه الإشارات الكهربائية ومعالجتها مكونًا الصورة التي نراها في النهاية.

إذا كان البعوض بهذه الخطورة، لماذا لا نقضي على كل البعوض الموجود على سطح الأرض؟

من الصعب أن تدافع عن كائنات ماصة للدماء، وناقلة للأمراض حتى وإن كنت من محبي الطبيعة، أليس كذلك؟!
وما زاد الطين بلة هو الاتهامات الأخيرة للناموس أنه الناقل الأساسي لفيروس «زيكا» الذي ينتشر في الأميركتين كالنار في الهشيم. ينتقل الفيروس عن طريق بعوض يدعى «الزاعجة المصرية» نوع من أنواع البعوض الذي يعرَف عنه نقل أنواع أخرى من الأمراض كحمى الصفراء، وحمى الضنك.

بعوضة أثناء مص الدماء من الجلد، ويظهر في الصورة خرطوم البعوضة أثناء اختراقه أحد الشعيرات الدموية ومص الدم منها

هناك حوالي 3,500 نوع من البعوض، وهذا رقم متواضع بالنسبة لعائلة من الحشرات، على الرغم من ذلك إلا أن تأثيرهم على صحة الإنسان ورفاهيته كارثي. فنجد «بعوضة الأنوفيلة» تحمل الطفيل المسبب لأكثر من 214 مليون حالة ملاريا سنويًا، و«بعوضة النمر الأسيوي» التي تنقل حمى الضنك، وداء شيكونغونيا.

الزاعجة المصرية الناقلة لفيروس زيكا

البعوض كان عامل أساسي في انتشار فيروسات أخرى، كفيروس غرب النيل، والآن فيروس زيكا.

قد نال البعوض لقب أكثر كائن تسبب في القضاء على أكبر عدد من البشر (بعد استثناء انفسنا من تلك الحسبة بالطبع).

البعوض من المخلوقات البغيضة، لا تفوق بركة أو مستنقع إلا ووضعت يرقاتها عليه، وإذا توافت الظروف المناسبة، ستجدهم يتكاثرون بداخل منزلك أيضًا.

صورة ليرقات البعوض

الآن هيا بنا نطرح بعض الأسئلة التي قفزت إلى ذهنك: بعد كل ذلك، ما الذي يفعله البعوض إذًا؟ وماذا يمكن أن يحدث إذا قمنا بقتل كل البعوض الموجود على سطح الأرض؟!

لنجعل المختصين أن يجيبوك عن ذلك، كما أشارت العالمة البيئية «سارة فانج»، فإن الإجماع يقول إنه ليس للبعوض أي فائدة بيئية محددة يمكن أن تسبب ضررًا. لكن إذا قمت بالحكم عليهم من وجهة نظر العالم البيئي «تشارليز إلتون» فإن رأيه أكثر رفقًا بهم، ويميل إلى أن الكائنات الحية في التوازن البيئي فائدتها كالبنيان المرصوص، لكل كائن حي دورًا صغيرًا في النظام البيئي، حتى وإن لم يكون ذلك الدور واضحًا بما يكفي.

حسنًا، يبدو أن البعوض لا يوجد له دورًا بارزًا، هل هذا يعني أننا لن نفتقدهم، متأكد؟

الحجج المؤيدة لضرورة استمرار وجود البعوض منقسمة إلى قسمين رئيسيين.

الحجة الأولى:

أن أعدادهم المهولة تمثل حلقة أساسية في بعض الشبكات الغذائية، لا سيما في منطقة التندرا وهو اسم يطلق على الصحاري الباردة الموجودة في شمال الكرة الأرضية، حيث أن في بعض الأسابيع المحدودة في الصيف، يفقس بيض البعوض بكميات مهولة لدرجة أنك يمكنك أن ترى سحبًا من البعوض تطير في السماء، وهو ما يشكل مصدرًا وفيرًا من الغذاء للطيور المهاجرة التي تأتي إلى الشمال خصيصًا لاستغلال هذه الثروة الغذائية.

سحبًا من البعوض في سماء بلاروسيا

يمكن أن تتسبب شراسة هجمات البعوض في تحويل خطوط الهجرة الخاصة بالوعل، مع عواقب محتملة في تغيير أماكن الرعي.

وفي دراسة أخرى عن علاقة البعوض بمفترسيهم الطبيعيين، وجد أن نوع من أنواع الخفافيش الصغيرة يدعى «Vespadelus Vultuernus»، موجود في شرق أستراليا، قد أظهر اعتمادية شديدة في غذائه على البعوض البالغ من نوع «Aedes Vigilax».  لذلك، يمكن للمدافعين عن حقوق البعوض في البقاء أن يحتجوا بهذا النوع من خفافيش الغابات.

البعوض من نوع «Juvenile» له دورًا مهمًا أيضًا في الشبكة الغذائية المائية، فهو يقع ضمن الفرائس الأساسية لأسماك «mosquito fish» و «Gambusia affinis».

سمكة البعوض

كما نجده في البرك المائية الصغيرة، أو في ظلال الغابات، وبالحديث عن الغابات المطيرة فإن بعض أنواع الضفادع السامة الواثبة والسرطانات تزدهر وتتغذى على أجسام البعوض من نوع «Juvenile» الساقطة في البرك المائية الصغيرة المتكونة داخل نوع من النباتات يدعى «Phytotelmata».

Bromeliad Phytotelmata original painting by: William H. Bond as published in National Geographic 1975 147(3):393 used with permission of National Geographic

على الرغم من التأييد الواسع وحب علماء البيئة للضفادع والخفافيش لمعرفتهم أهميتهم في النظام البيئي وحفظهم توازن الشبكات الغذائية، إلا أن ذلك لن يزيح رأي عموم الشعب عن رأيهم في البعوض.

الحجة الثانية:

تعتمد الحجة الثانية على أن البعوض يلعب دورًا عامًا في حفظ التوازن البيئي، حيث أن صغار البعوض يقتاتون على جسيمات عضوية الميتة، وذلك يعتبر دورًا فعالًا في عملية التحلل، وتلقيح النباتات. لكن على الرغم من أن البعوض يمكن أن تكون بمثابة ملقحات طبيعية لبساتين الفاكهة، وزهرات الأوركيد، ونباتات القضبان الذهبية، والعديد من النباتات الأخرى التي لا تستطيع أن تتكاثر ذاتيًا- إلا أنها ليست فقط من يقوم بهذا الدور، حيث أنه يوجد الكثير من الملقحات الأخرى لتأخذ مكانها.
في حين أن اضمحلال أعداد النحل بدأ يدق ناقوس الخطر في التوازن البيئي لما لهم من دورٍ رئيسي في عملية التلقيح، إلا أننا نجد في البعوض هو وآخرون بديلًا للعب نفس العملية.

…ولكن مرة أخرى

كما جاء في كتاب «Ecological Imperialism-الإمبريالية البيئية» على لسان الرحالة البرتغالي «João de Barras»:

“عيَّن الإله ملائكة بسيوف مشتعلة من الحمى القاتلة، تمنعنا من اقتحام ينابيع هذه الحديقة.”

يبدو أنه ليس هناك سببًا كبيرًا لكي ندافع عن البعوض. فتدميرهم قد يرفع بلاءً عظيمًا عن البشرية.

لكن باستثناء كل ذلك الشك المزعج حول الموضوع، فهناك عديد من الكائنات الأخرى الماصة للدماء التي تنتظر فرصتها لكي تظهر على الساحة هي الأخرى، كالبراغيث، والهاموش، والعث، والذباب الأسود. احذر ما تتمنى.

كتب هذا المقال من قبل مايك جيفريز من جامعة نورثمبريا في نيوكاسل، ونشرت في The Conversation