Your cart is currently empty!
أنا آسفة على كل المرات التي جعلني فيها الاكتئاب والقلق صديقة سيئة
قد لاحظت تحسنًا كبيرًا في علاقاتي منذ بداية كوني أكثر انفتاحًا مع من حولي حول حالتي النفسية. فلقد ولَّد ذلك مزيدًا من الثقة في الأجواء… وأصبح ممكنًا أن نتحدث عن أشياء أكبر، وبدأوا يفتحون قلوبهم لي أيضًا.
وهذا جعلني أفكر في كل تلك المرات التي كنت أبدو فيها كصديقة سيئة بسبب كوني غير منفتحة حول ما أتعامل معه من مشاكل نفسية (كالاكتئاب، والقلق، ونوبات الذعر، والتفكير المبالغ فيه). لذا أردت أن أقول أنّي آسفة. آسفة على كل هذه المرات التي لم أرد فيها على رسائلكم بسبب تفكيري المبالغ فيه في كتابة ردٍ مناسب، ومن ثم اعتقادي بأن تجاهلكم تمامًا سيجعلكم تكرهوني بقدرٍ أقل من ذلك الذي سيكون إذا أرسلت الرسالة بعد عدة ساعات.
أنا آسفة لرفض الرد على مكالماتكم، نعم لقد كنت خائفة من الاعتراف بذلك، فقد أيقظتموني! أنا كنت ما زلت نائمة في سريري حتى الساعة 3 مساءً.
أنا آسفة للتراجع عن كل خططنا للخروج في اللحظة الأخيرة، فبعد أن جهزت نفسي مبكرًا جدًا للخروج، قد انتابني نوبة قلق ذكرتني بكل الأخطار الموجودة بخارج منزلي.
أنا آسفة للكذب حتى أغطي على كل ذلك، آسفة للتظاهر بأنّي أصبت بالتسمم الغذائي أو أن عليَّ الالتزام بأشياء أخرى.
هناك أشياء أخرى أنا لست فخورة بها:
كدفعكم بعيدًا لأني لا أريدكم ملاحظة أنّي في حالة أخرى غير المعتادين عليها منّي، أو أنّي لست على ما يرام. الأوقات التي كنت أغضب فيها دون سبب كانت حقًا عصيبة، وقد قررت أنه من الأسهل إبعادكم عوضًا عن السماح لكم بالتواجد معي.
وكل الأوقات التي لم أكن أصغي إليكم أثناء الحديث، عندما كان يسبح فكري بعيدًا وتسألوني إذا كنت أستمع – فقد كنت مشغولة جدًا بالتفكير في كم أنا شخصية وضيعة، وفي بعض الفوضى الأخرى داخلي.
وكل الأوقات التي فضَّلت فيها الانسحاب لأني غير قادرة على مجاراتكم في الخروج، أو الركض في الصباح، أو القيام بأي عمل المشترك.
لقد شعرت بالحرج.
أخجل من أن حتى أبسط الأمور بدت مستحيلة، ومن أن عقلي لم يَعد مكانًا آمنًا لي بعد الآن، ومن كوني خائفة من فتح الأبواب، أو تشغيل مفاتيح الإضاءة، ومن صوت خطوات الأقدام خلفي.
أنا آسفة لشكي في قدرتكم على التفهم. أنا آسفة أن عقلي أخبرني أنه لا يمكنني الوثوق بكم أو الاعتماد عليكم، وأن إخباركم بكل ذلك سيكون غلطة.
هكذا هو الاكتئاب – يصبح أكبر أسرارك، وأقرب أصدقائك، ويبدأ في دفع كل الناس بعيدًا خلال هذه العملية.
الاكتئاب يخفي الشخصية التي يحبها ويعرفها الناس. يجعلك شخصًا عصبيًا، دائم الانسحاب، فجأة تصبح غير مبالي بكل الأشياء التي كانت تشعرك بالإثارة من قبل.
يخبرك أنك لا تستحق أصدقاء ولا أحباء، يجعلك تصدق أنه إذا أخبرت أي أحد ما يدور في خُلدك، سيبتعد في خوف.
لذلك الانفتاح والصراحة بالرغم من كونهم جزءًا كبيرًا من كون الشخص صديقًا جيدًا، إلا أنهم يشعروني بالرعب الغامر.
تشعر بالخوف من أنهم سيرفضونك، أو إنهم سيقولون شيءً يدفعك من فوق الحافة.
ائتمان الناس على أكبر أسرارك وأثقلهم يعطيهم القوة: لإيلامك، أو لمساعدتك كي تكون أفضل.
لكي أتجنب ذلك، دفعت الناس بعيدًا،
أصبحت ممثلة بارعة، قلت إنني على ما يرام، وتهربت من الخروج معهم حينما طلبوا قضاء وقت معًا، وعندما كنَّا نتحدث حرصت على التمسك بمواضيع “آمنة” كيلا ينزلق لساني خلال الحديث.
لم أكن صديقة جيدة لأني لم أكن أنا، ولم أسمح للناس بالاطلاع عمَّا يدور داخلي.
وأنا آسفة على ذلك، فقد تسبب هذا بدمار الكثير من الصداقات الجيدة، وجعلني أفتقد تلك السنوات حينما كنت أقوم بمحادثات عظيمة مع أمي، والتي أبقيتها هي أيضًا بعيدة حتى لا تعرف الذي يدور في رأسي، والذي منعني من القيام بأي تواصل مع أشخاص جدد.
أنا أعمل على إصلاح ذلك الآن.
فالآن أتعلم أن الناس الذين أهتم لأمرهم يهمهم أمري أيضًا. لن يكرهوني فقط لكوني حزينة، أو يحكمون عليّ حين أشعر بالخوف – فقط يهمهم كوني بخير.
أنا أعمل على تعزيز ثقتي بالناس، أعمل على الاستماع إلى الأشخاص الذين أحبهم عوضًا عن ذلك الصوت السلبي في رأسي الذي يخبرني أن الجميع يكرهني وأني لا أصلح لأي شيء.
لا بأس أن أحتاج إلى القليل من المساعدة من الناس الموجودين في حياتي للتغلب على الأوقات السيئة.
أنا لا أريد في حياتي الذين يتركونني حين تكون الأمور عصيبة، بل أحتاج هؤلاء الذين يستمعون إليَّ حين أحتاج إلى ذلك. ومن يعلم، ربما يفتحون قلوبهم لي أيضًا، فهؤلاء يساعدونني يوميًا في الحفاظ على عقلي – أكثر مما يتخيلون.
لقد انتهيت الآن من تقديم الاعتذارات – على الرغم من كوني متأكدة أنه سيكون هناك المزيد منهم مع كل الرسائل الغير مجابة والخطط المتروكة مستقبلًا – الآن أريد أن أقول شكرًا لكم.
شكرًا لكل هؤلاء الذين بقوا معي حينما لم أكن صديقة جيدة في المقابل، شكرًا لكم على الاستماع، وشكرًا لكم على الاهتمام.
عندما ينقلب عقلك ضدك، تحتاج إلى أصدقاء جيدين أكثر من أي وقت آخر، وأنا سعيدة جدًا أني لدي أصدقاء مثلكم.
أنا أتحسن. وسوف أكون صديقة أفضل مع الوقت.
—————
كتبت المقالة: إلين سكوت لموقع Metro
Leave a Reply