الشخصيات السلبية العدوانية

كيف تميزهم، وكيف تتعامل معهم:

يتواجد هذا النوع من الشخصيات في حياتك بكثرة، لديهم القدرة على الظهور في شكل الشخصية الودودة اللطيفة، ‏في نفس الوقت الذي يمارسون فيه هوايتهم بتعكير مزاجك، لا يظهرون غضبهم أو استياءهم بشكل مباشر، ولكن ‏عوضًا عن ذلك يعتمدون على آليات نفسية أكثر مكرًا لوضع من أمامهم في مزاجٍ سيء أو تركه بشعور سيء ‏حيال نفسه، لن تستطيع امساك عليهم شيئًا تلومهم عليه، وإذا فعلت سيتم اتهامك بسوء الفهم، أو عدم تقبلك ‏للمزاح!

كيف تقوم بتمييز الشخصيات السلبية العدوانية؟

بعض العبارات التي يمكنك عن طريقها تمييز هذا النوع من الشخصيات:

‏1 “أوكي! أنا مش مضايق!” ، “ماشي تمام، مش مضايقة”

هذه الشخصية تميل للإنكار مشاعرها السلبية بالرغم من كونها في أوج عصبيتها وانفعاله… لازال يضمر لك ‏بداخله الإحساس بالضيق وسيفرغه بك بطريقة أخرى غير مباشرة في أقرب فرصة.

‏2 ” أضايقك ما قلت؟! لقد كنت أمزح معك! ” ، “أيه ده أنت زعلت؟! ده أنا كنت بهزر معاك”

السخرية (المزاح الثقيل) جزء لا يتجزأ من الشخصية السلبية العدوانية. يميل دايمًا أصحاب هذه الشخصية ‏بجرحك عن قصد تحت مسمى المزاح لكي يخفى نواياه في مضايقتك… ولو اظهرت أنك تضايقت، سيستنكر ذلك ‏بشدة، بحجة أن كيف يضايقك المزاح من الأساس؟!! أي أنك ستدخل دائرة الخطأ في جميع الأحوال.

‏3 “حسنًا…سأقوم بإنهاء ذلك في وقتٍ لاحق” ، “تمام، هعملها بعدين، شوية كده”

يلجأ لهذه الآلية الشخصيات السلبية العدوانية في حال رفض فعل معين…فيميلون إلى تأخير الفعل بدلًا من ‏رفضه مباشرةً. (غالبًا ما تكون أوضح في الأطفال إذا ما طلب منهم القيام بفعلٍ ما)

‏4 “لم أكن أعلم أنك أردتني أن أقوم بذلك الآن…” ، “مكنتش عارف إنك عاوزني أخلصه دلوقتي…”

ذلك أيضًا أحد طرقهم في المماطلة بالقيام بعملٍ ما، بدلًا من رفضها سيماطل بأنه لم يكن يعلم الميعاد الذي ‏أردت منه أن ينهي فيه شيئًا بعينه.

‏5 “لا يوجد ما هو مثالي/كامل ” ، “مفيش حاجة كاملة”

عندما يكون أحد هذه الشخصيات قام بتقصيرٍ في عمل ما وهو يعلم ذلك، فلا يعترف مطلقًا، وعوضًا عن ذلك يقوم ‏باتهام الفعل نفسه أنه لا يمكن أن يتم إنهاءه بشكلٍ أفضل من ذلك، أو يلوم شخصًا آخر بأنه السبب في عدم ‏إكمال شغله.

‏6 ” لقد ظننتك تعلم ذلك مسبقًا! ” ، ” يااه! ده انا كنت فاكرك تعرف!”

تقال هذه الجملة في حال معرفة هذا الشخص بمعلومات كانت ستفيدك جدًا في حلِ أو منع مشكلة ما من ‏الحدوث لك، ولكنه عوضًا عن ذلك لن يخبرك وسيشاهدك مستمتعًا بعواقب منعه هذه المعلومة عنك نتيجة غضبه ‏منك بسبب موضوع قديم مثلًا، أو غيرته تجاه أمر معين. وإذا عرفت أنه كان يعلم ما يعلم سيتهرب من ذلك بجملة ‏‏”لقت ظننتك تعلم ذلك مسبقًا!”.

‏7 ” كويس شغلك بالنسبة لمستواك التعليمي/الثقافي”

أو جملة “تمام، حلو الفستان ده بيليق على البنات المليانة”
أو ” حلو اللبس ده بالنسبة لسنك أو تخنك ”
قد تبدو الجمل في ظاهرها مجاملة، ولكن مضمونها به معنى يعلم قائلها أنها سوف تشعرك بالإهانة وعدم الراحة ‏تجاه نفسك فور سماعها، وغالبًا ما يكون هذا السلوك بسبب ضيق سابق منك، أو لكي يشعر أنه أفضل منك، ‏فيميل إلى تغليف انتقاده بذلك المدح، حتى لا يظهر شخصٌ سيء، أو أنه يبطن لك شيء ما غير محبب لك. ‏سوف يكون في غاية الاستمتاع أثناء وضعك في الحيرة التي يسببها مزيج إحساس الانتقاد المغلف بالمدح.

8 “تمام…عادى يعنى” ، “حسنًا، أنا لست مستاءً.”

يعتقد أيضًا أصحاب الشخصيات السلبية العدوانية أن التعبير عن الضيق بصورة مباشرة من الممكن أن يجعل الوضع ‏أسوأ، ويميلون للهروب من التعبير عن ضيقهم، وتنفيس غضبهم بجملٍ كتلك الموضحة بالأعلى، لا تجعل ذلك الرد ‏يسعدك لفترة طويلة، فرد الفعل سيمتد لفترات طويلة نظير ذلك.

‏9 “أيه ده انت اتضايقت ليه كده؟!” ، “لماذا قد تضايقك إلى هذا الحد؟!”

بعد كل اساليبه الغير مباشرة في محاولة مضايقتك وجعلك تخرج على أعصابك، سيستخدم نبرة باردة هادئة ‏في استنكار عصبيتك أو ضيقك، ويتهمك يكونك تبالغ في ردة الفعل، وينصحك بالهدوء، وضرورة الحفاظ برباطة ‏جأشك، ومراعاة سلوكك أكثر من ذلك، سيكون في قمة سعادته وهو يشاهد مخططه لجعلك تفقد أعصابك قد ‏نجح، فلا تنوله تلك الجائزة.


لماذا يميل بعض الأشخاص إلى استخدام العدوان السلبي؟

‏1-لأن الغضب كتعبير من الممكن أن يكون غير مقبول اجتماعيًا بالقدر الكافي في مواقف معينة.
‏2- دس السم في العسل في أغلب الأحيان يكون مقبولًا أكثر، ولا يعرضك لخطر اللوم.
‏3- العدوان السلبى أسهل كتير من العداء الإيجابي أو المباشر.
‏4- ايجاد تبريرات أسهل من مواجهة المشكلة نفسها.
‏5- الانتقام يعطي احساس بالعدل.
‏6- العدوان السلبى غالبًا ما يكون فعالًا وتأثيره ممتد.
‏7- صعب أن يتم الإيقاع بشخص يستخدم العدوان السلبي في دائرة اللوم أو المعاتبة; لأنه يكون غير مكشوف.


كيف تتعامل مع الشخصيات السلبية العدوانية؟

  • حاول بقدر الإمكان أن تلتقط ما يريدون لا تتأثر بأسلوبهم، ولا تصل إلى ما يريدون.
  • لا تحاول تغيرهم إذا لم تكن تربطك بهم صلة قرابة خاصة، فقط لا تقوم بالتعديل على شخصياتهم.
  • حاول ألا تأخذ المواضيع على محمل شخصي، ودائمًا حاول إصلاح سوء التفاهم الذي حدث معهم –إن وُجِد-.
  • لا تبالغ أنت أيضًا ( بلاش أفورة ‏‎(:D‎‏
  • حاول أن تتجنب الدخول في جدان، لأنك ستجد نفسك تلجأ إلى نفس الأساليب السلبية العدوانية التي ‏يستخدمها الشخص الآخر. هذه من الآليات الدفاعية التي تظهر بكل آلي.
  • إذا وجد مكانًا لتحويل الموضوع إلى فكاهي، فلا تتردد في فعل ذلك.
  • إذا كان الموضوع مهم/كبير قم بإعطاء النقاش طابع رسمي، وارسم حدودًا للشخص الذي أمامك حتى لا ‏يتمادى في أسلوبه.

ليس لديك القدرة على اختيار 100% من الأشخاص التي ستتعامل معها في حياتك، فبعضهم سيفرضهم عليك ‏عملك، أو دراستك، أو بحكم وجودك في مكان معين، فعلى الأقل يجب أن يكون لديك القدر الكافي من المعرفة ‏أنواع الشخصيات العامة، السيئ منها قبل الجيد، لكي تتفادى الوقوع في مشاكل أنت في غنى عنها، ولعل ‏قراءتك تكون سببًا في أن تتخلص من بعض طباعك السيئة أيضًا.

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *